Sunday, April 21, 2013

نعت لا صاحب له




. تتملكني ذات العجبة و الدهشة في كل حين يتكرر فيه ذات الوصف.. غريب إصرارهم و لا اجد بدوري في استهجاني لمنطقهم بديلا 
. أراهم و قد جعلوا من فعل الطيبة وصفا ينعت به كل من لم يجدوا له شيئا من الكلمات الائقة لتجمع بين كل أوصاف كيانه  , فؤاده , عقله و إنسانيته 
تتعطل الأفهام و تتبلد الألسن كسلا و ملاوعة و استخفافا حتى قيل عنه : شخص طيب

يا بشر يا عباد الله : بماذا تعرّفون الطيبة حتى جعلتموها وصفا صالحا لينعت به الجميع كل الجميع ؟ و من أين واتتكم تلك الجرأة المعدية الدارجة لكي تربطوا جميع الخلق باختلاف قدراتهم و طبائعهم برياط مبهم في انظاركم كرباط الطيبة ؟


الطيبة هي طيب الخلق و طيب الفكر و طيب الكلمة و طيب المعاملة و نقاوة تغطي على ران القلب حتى تخفيه .
الطيبة هي أن لا تجرأ أحد حواسك - و لو كان خلسة و عن غير قصد - في إيذاء نفس .
أن تملك تلك القدرة المعجزة الجبارة في أن تسامح و تعفو .
 هي أن تبتسم دون كلفة أو ترائي ,
 أن تبتسم لأن إشراقة صباح يومك تبعث في وجهك الصغير إشراقة صفاء و محبة .
الطيبة هي أن لا تملك القدرة على صد صديق قد أخطأ , أو جار قد تواقح , أو أخ قد أهمل , أو فقير قد سأل .
الطيبة , أن لا تنعت نفسك بالطيبة , فهي بنظر الطيبين ليست بصفة تلحظ فتطلق لقبا لحاملها و إنما غريزة لا يستقيم الفؤاد في نبضه و سكينته ,
 إلا وقد استطبغت دماء الجسد كلها بالتسامح و الرضا و التوكل على الله و السماحة .. و بالطيبة .

أرجوكم أعطوا الكلم حقه , و أعطوا الناس حقوقهم غير منقوصة و لا متزايدة .. 
( من ذات لم تجد الطيبة في قلبها بعد ) 



No comments:

Post a Comment