!! عند هذه اللحظة , لا يدهشها سوى هدوء تخلّلها لا يسكنه جمود
.. في أفضل حالاتها هي ثباتا و إداراكا
. تطلّ عبر حواجز متتالية متلاصقة وغير مرئية على هدير صاخب المظهر فارغ الروح
. منذ زمن بعيد , تعلّمت أن لا تتوقع من ذاتها أكثر مما تبديه لها من قدرة على التسامح و النسيان
.. اتفقتا سويا على ألا تتمادى - الذات - في القسوة
. و بدورها , لا تطلب هي من ذاتها الكثير من التحنان و الطيبة
. تتلمّس يديه الباردتين بفعل موت فاحت رائحته و أوشك على التهام جسده
لا تحرك منه ساكنا , لا تحاول احتضانه .. محادثته .. طمأنته .. لا تريد للعيون أن تتواجه
.. تتجنب رؤيته في أضعف حالاته , فلا فراغ في وجدانها ليملأه بضعفه
.. و لا قوة له أو إرادة ليزيح جبروت قامتة المتسخة الذكرى
, والتي حطّت بثقلها و بطشها منذ البدء على عظام لينة نمت بصعوبة
, و طفولة طازجة تتذكر معاناتها و ألامها
. و قلب حالم أخبرته - تلك القامة - بمذاق الكراهة المركّزة
, يريحها أنها لم تقابل يوما أذاه بأذى
.. و في المقابل لم تشعره أبدا أنه صاحب الفضل حتى بإلصاق اسمه خلفا لاسمها
.. الذي حرص على اختياره بتفرّد و عناية
و ربما يكون هو السبب وراء تجاوزها دائما لسماع رنين حروف الاسم على لسان الغير
. أو تذوق حروفه عند نقشه و نطقه
ينتظر منها أن تمدّه بأمان عمل هو لسنوات في القضاء على فتاته
. يتجوّل ببصر زائغ عند حدود جسد فائر قوي , هزمه دوما بعناده وأنانيته
.. لا قوة لديه ليستجمعها في كلمة اعتذار
!! لن تقبلها هي منه على أية حال
.. تقرر فجأة أن تنهي زيارتها كما اعتادت أن تكون خاتمة الأمور معه
بكثير من الصلابة و بلا دلالة على أي موعد مرتقب قد يثقل كاهلها إذا ما وعدت به
تمتمت بكلمات داعية له بالرحمة و الشفاء
.. تغادرالمكان و تعلم انه ما من أت غيرها يخلفها في زيارته
غير ممرضة المشفى , دكاترة القسم , رائحة الحكول و رنين الأجهزة
#تخيّلات