Friday, June 21, 2013

نهاية غير مؤلمة



!! عند هذه اللحظة , لا يدهشها سوى هدوء تخلّلها لا يسكنه جمود
.. في أفضل حالاتها هي ثباتا و إداراكا
. تطلّ عبر حواجز متتالية متلاصقة وغير مرئية على هدير صاخب المظهر فارغ الروح
. منذ زمن بعيد , تعلّمت أن لا تتوقع من ذاتها أكثر مما تبديه لها من قدرة على التسامح و النسيان
.. اتفقتا سويا على ألا تتمادى - الذات - في القسوة
. و بدورها , لا تطلب هي من ذاتها الكثير من التحنان و الطيبة

. تتلمّس يديه الباردتين بفعل موت فاحت رائحته و أوشك على التهام جسده
لا تحرك منه ساكنا , لا تحاول احتضانه .. محادثته .. طمأنته .. لا تريد للعيون أن تتواجه
.. تتجنب رؤيته في أضعف حالاته , فلا فراغ في وجدانها ليملأه بضعفه
.. و لا قوة له أو إرادة ليزيح جبروت قامتة  المتسخة الذكرى
, والتي حطّت بثقلها و بطشها منذ البدء على عظام لينة نمت بصعوبة
, و طفولة طازجة تتذكر معاناتها و ألامها
. و قلب حالم أخبرته - تلك القامة - بمذاق الكراهة المركّزة

 , يريحها أنها لم تقابل يوما أذاه بأذى
.. و في المقابل لم تشعره أبدا أنه صاحب الفضل حتى بإلصاق اسمه خلفا لاسمها
.. الذي حرص على اختياره بتفرّد و عناية
و ربما يكون هو السبب وراء تجاوزها دائما لسماع رنين حروف الاسم على لسان الغير
. أو تذوق حروفه عند نقشه و نطقه

ينتظر منها أن تمدّه بأمان عمل هو لسنوات في القضاء على فتاته
. يتجوّل  ببصر زائغ عند حدود جسد فائر قوي , هزمه دوما بعناده وأنانيته
.. لا قوة لديه ليستجمعها في كلمة اعتذار
!!  لن تقبلها هي منه على أية حال

.. تقرر فجأة أن تنهي زيارتها كما اعتادت أن تكون خاتمة الأمور معه
بكثير من الصلابة و بلا دلالة على أي موعد مرتقب قد يثقل كاهلها إذا ما وعدت به

تمتمت بكلمات داعية له بالرحمة و الشفاء
.. تغادرالمكان و تعلم انه ما من أت غيرها يخلفها في زيارته
غير ممرضة المشفى , دكاترة القسم , رائحة الحكول و رنين الأجهزة

#تخيّلات

Wednesday, June 19, 2013

صمت صاخب



لاشيء يجمع بينهم
سوى أنهم قد تكالبوا جميعا
.. على جعل كل المهام و التحدّيات
مؤجّلة التوقيت
مشتتة الاتجاهات
و متعثّرة الخطى

جميعهم لهم من الإصرار القدر ذاته
لا يسبق أحدهم الاخر حتى بخطوة
و بتوال مدهش , يتخذ كل منهم مكانه
لتفتيت كل محاولة تبديها إرادتي للمقاومة

جميعهم .. لم يتركوا لي مجالا
.. لفعل شيء أخر
عدى الاستمرار بإيمان قوي
و ثقة هشة
!! و صمت صاخب 

Sunday, June 16, 2013

بعد الخوف و القلق



.. ختاما
تخشى من ذاتك حين تخذلك تباعا
بدعوى الخطأ .. بدافع التجربة ثم بقصد التعلّم
لذا, يبدو السكون عند نقطة بعينها
دون التطلّع إلى ما يتلوها للتقدّم في لعبة -
- لا خاسر و لا رابح فيها مطلق
أجدى من قلق و خوف
مصاحبا لكلّ جديد

السابق ذكره هو تحليل نظري بحت
.. و إن أردت الواقع
 فكل ما يخصّ كيانك
لم يجبل على حالة من سكون أو ثبات
و كلّ متغير , متجدد , غير مألوف
ستبذل من أجل نيله شيئا منك
و قد ينحصر إنجازك عند نيله
بإدراكك أنه لم يكن إلا مرما لم تصب اختياره

!! لا شيء يسير في لعبة الحياة  

Saturday, June 15, 2013

القلق



تنسحب عنك أعراض الخوف تدريجيا
ليتسلل مكان منها كل ما لم تهدأ ثوراته أو تستكن نبضاته

.. جلّ ما تقف عنده أمانيك حينها
أن تتخذ الفوضى داخلك شيئا من الثبات
.. متحلية بعبثيتها و ضلالها كيفما اتسق الامر
و أن تستقر الفوضى على حالها دون ان يشوبها محطات من الهدوء؛
!! سيكون هذا بعينه الحال الأفضل و إن توهمت غيره

،ستسجيب  بطيب خاطر للسهر و الأرق .. إن داما
.. و لم يتخللهما محاولات لإغماءات مضطربة
،و سترضى بجوف خال إلا من ثقل ما لا يحمل
.. إن لم تتكرر مساعيك لسد أفواهه الخاملة غير الجائعة
،و ستدرك أن تضاغط أسنان فكيك
.. لحد ظنك أنهما قد تلاحما و انتهى الأمر
هو خير من تدخّل قوة الجذب لفصل الأسفل منهم عن الأعلى؛
.. لتخبر حينها ألام لا تطاق توالدت عند منبت كل عرق سكن رأسك
و ستشفق على الجانب الأيسر من صدرك؛
فتدفقات الدماء و ارتباك وقفاتها و سرعة سريانها
.. يشي بمحاولات هروب الفؤاد بعيدا عن جسد
!! كاد يفنيه القلق

أشد إيلاما هو القلق من الخوف
.. ميزته الوحيدة انه عارض و ليست حالة مزمنة 

Friday, June 14, 2013

الأنا



.. نجد غالبا صعوبة - و ربما شيئا من الثقل - في التعامل مع من يكبروننا سنا دون إدراك لمتغيرات اهتماماتهم و مسؤولياتهم 
ننزعج لفتور أصاب تعاملاتنا مع الأصدقاء و الأهل و نلوم دواليب الحياة لإكثار دورانها في ملل متتابع ..
نستميت بحثا عن التطابقات و التشابهات التي تجمعنا بالغير لاستنفاذ طاقات الحديث حولها و فقط ..
في الحالات الثلاث , نتعمّد جميعا تجنب الاهتمام بحال الغير و الاكتراث بأمره ..
نقع أسرى للانحسار في دوائرنا الخاصة متناسين الأقربين و ما يشغلهم من أمور لا تعنينا في شيء لكنها تمثل لهم الكثير .. 

نجني العزلة و الوحدة بقدر تشبّعنا بال ( أنا ) و لوازمها !!

Saturday, June 8, 2013

الخوف 1



لم يخبر للحياة هوية
و لا أدرك للواقع حوله وجودا
!! كائن لم يرى في الخوف نجاته

غريزة قوية الملامح
مفعمة تفاصيلها بالجراة
تطل بتقاسيمها على وجوهنا
دون ان تستثني منّا احدا

سريان يجد لذبذباته سبيلا
موازيا لأنفاسك و غفواتك و صرخاتك
و عميق سكونك

نعت صارخ التجّلي واسع المدى
حدّ أنه قلّ من خرج من عباءته
و لو لبرهة لينعت  حينها مجازا
بالرضا و الثبات ..

تخلّقت الكثير من الاوصاف
في رحاب ساحاته
كالقلق و الحيرة و التعجّب
و كأنها قطع من قماش ضعيف اللون ..
بسطت لتغطّي على سواد ما تحتها من رماد حاد البرودة

يتأصّل استبداد الخوف بنا
عند الهرب من الاستكانه إلى الوجه الاخر من جداره

لا سبيل إلى مواجهته ...
!! فهو أصل فينا
إذا فليكن التقوّي به هو الحل الأمثل
و قد خلق الله من الكائنات
ما يقتات عليها الغير
!! و تعيش هي بهبة الخوف لا غيره 

Monday, June 3, 2013

هي 1



.. أما هي
.. فأشد ما يزعجها , دقة إلمامه بمكوّناتها
 التي استماتت في اخفائها بعيدا عنه
.. كثيرا ما حاولت أن تضاهيه شجاعة
في افتعال الغلظة و الثقة  ولم تفلح
.. تجيد فنون الهروب عن ساحات
 تقتلها شديد بياض ضوئها الصارخ
.. و لا تملك شيئا من فن النبوءة
. لقتل الارتباك قبل انفراط فتيل خجلها

.. تملك من الصبر ما يكفيها
.. لتجعل من خيار كرهها له مسمار أخير
تدقّه على جدار الذكرى لتعلّق عليه حيراتها و غضباتها

تسعدها ضيق الفجوة التي يحدثها وجوده في أجندتها
و تجهل كيف لها أن تردم عمقها المتداعي في الازدياد

!! .. هذا جلّ ما تعلمه عنها



Sunday, June 2, 2013

بوضوح



تشكرني على سعة صدري
و قدرتي الملحوظة على التفهّم
و نصحي الذي ترى فيه الاتزان و الصدق
و أوقاتي المبذولة في الاستماع إلى شكواك المفتعلة

أصارحك بأنك قصير النظر
و لم أكن أنوي بدوري خداعك
و لكنّك كغيرك أثرت بأن تستمع إلى صوتك
صادرا على لسان غيرك

دليلي على هذا
أنّك لم تجد يوما الاستماع إليك
أو إلى غيرك
اردت فقط قراءة ما يرضيك في عيونهم
و تجهل بدورك مدى فراغ الصمت الذي يحيط بك
فتوقفت أنا عن التفسير و الكلم
اكتفيت بالسمع

رصد



عند الارتباك
تكثر أخطائي الإملائية بشراسة
 و يقل كلامي المسموع
عندئذ أناملي هي الوحيدة
 !! التي تجيد التعبيرعنها

Saturday, June 1, 2013

في مكان ما



أراني هنا
أعيش في خضمّ ساعاتي
لا يحمل عاتقيّ أحمال الغير
أتحكّم بأحلامي و شحنات الامل داخلي
أعمل حينا و أتكاسل أخر
أهز ّ من جذع الثقة
.. و لا أستبين من تساقطاته
  سوى زبيبات طعمها لم يكتمل
فأرضى بها و أزيد على حلاوتها
!! حلاة روح

و يراني الغير هناك
قطعة ليّنة يبنى عليها الجسد الصلب
يخدع بالظاهر من قوتي ...
و يتّكل كثيرا على حدس الذكاء عندي
يعلم هو أنّي لا أملكه
فيصرّ على أنه لابد له أن يكون هناك
.. في مكان ما

!فمن الأصدق إذا ؟

نبض سوريا



أخذ صوت عقلي يردد محاولا التصبّر بالأسى
( قد منّت عليك أيامك بزيارة المسجد الأموي و ميادين حلب و قلاعها )
.. أما الاسى فهو انه لا شيء ظلّ كما كان عليه

عند الحديث عن الحرب بعيدة الامد
 يتهامسون علنا عن البنية التحتية المدمّرة
و الاطراف الأقوى في النزاع
و جدلية المصالحة مبهمة المعاني
 و فرض سلام يأتي على أيدي الغزاة

 و أراها أنا خيالات لحضارة خدشت نضارتها
 و هالات لبشر ذهبوا ليأخدوا معهم لسان لغة لن يتقنها إلاهم
و طعم حلوة لن يخبر غيرهم أسرار عجنها و مذاقها
و أصوات ذهبت بعيدا عن حارات فقدت منعطفاتها و انزلاقاتها
 و نسيم بلاد لن يملأ صدورهم بعد الرحيل
!! لن يغدو نسيما عذبا كما كان

برحيلهم تفقد سوريا الكثير
و تنشغل ساحات السياسة بالأكتر الأمرّ