,فما عاد لكيانها دليل لسابق وجوده سوى محصول أخير من عسل نقي نادر
.. و ألسنة, لم تخبر فن تمييز الفريد يوما, قد قاربت على هضم ما تبقى من بريقه الذهبي
.. و شمع, بنى سداسيات بيوتهم ابقت يد الأقدار عليه و نزعت من عليه كل ما يدل على هويته
,ادرك ان مولود جديد يخلق من رحم فسد هواء جدرانه
.. قد بات في عداد الخرافات غير المرجو حصولها
.. و ان ضحكات أمل, ما عاد لبعثها من أثر طيب
,و أن الذكرى ما عادت تسكن سوى قلوب معدودة ,
.. و أنه ما عاد لغير الذكرى قيمة تذكر
!! أدرك الامور بتمامية معيبة
, و لم أشأ يوما أن اتلمس برودة واقعي باطراف ألهبتها ثلوج اليأس
!! و بعيون لم تقو على ذرف ماءها خشية أن تقدمه ثمنا بخسا لما غلت قيمته حتى بعد فنائه
.. كان عليّ الاكتفاء بالإدراك و تجنب المشاهدة
!! .. فالاماكن في حضرة الأزمان .. تحرق اروقتها و تبقى شواهدها