Sunday, May 26, 2013

خيوط الزيف



لك كل الحق سيّدي
غير منقوص و لا مشروط

لك الحق بأن تفاخر الغير بما لا تملك
و ان تحقّره لافتقاره إلى ما لا تملك
بأن تكسر سهام بصرك - متعمّدا -عند حدود الملبس و المظهر
بأن تؤخذ بميراث الاجداد و صيت الأنساب
و الحروف ذات الدلالات المنصبية المتاخمة للأسماء
بأن تجعل من كيانك الإنساني وزنا خفيفا
ربط بخيوط واهية , لا تستمد قوتها إلا من ضعفك
اسقرّت أوتادها عند كل ما يشي بسلط و مال
عند كل ما يتممّ نواقصك

لك الحق في أن ترمي بعيدا
 ما تبقى من غشاء التواضع و الحلم و الصدق
لتنعم بتأمل صورة أضحت أقبح من سابق قبحها
لتمسي جمالا مزعوما في خيالات الزيف و الكبر

و لي الحق أن أنجو بذاتي بعيدا
قبل أن تعتبرني جزءا من جمادات حقوقك
 

Tuesday, May 14, 2013

روايتي




 علّمتني الرواية
أن للروح قيمة فلسفية
لا إحصائية , تتبارى الأرقام في حصدها أعداد موتى
على شريط رفيع لا يمل الدوران أسفل الشاشات
يلاصقه مربع الوقت للتذكير بالواقع

علّمتني ان للغربة و الشتات
أثمان .. ما أمكن تقديرها بعد
أضرار .. لا يلبث المهجّر و المشرّد عن داره
يتلمّس نتوءاتها جاهلا عمقها و تاريخ نشوئها 
 لا امل له في ردمها ذات يوم
لا طاقة . لا إرادة لجعلها تزول

علّمتني أن للحروب و النزاعات
تاريخ أقبح من أن يؤرّخ
أكثر تعقيدا من أن يسجّل
أنّ مأساة كهل أو هموم أرملة أو أمال شهيد
كافية لأن تختزل في ثناياها ما لا تستوفي المراجع
في وصفه شرحا و لا تحليلا

علّمتني أنّ بلادنا لم تذق للنصر طعما
و لا رأت في الهزيمة نهاية
و لا استزادت بالصمت و الصبر لكف حناجرالساسة
عن الكذب و التناطح بالخيبة
و لا خبرت لغير الانتظار حالة
أو وجدت لغير الاستكانة بديلا

علّمتني أنّ فطرتي هي أغلى ما أملك
هي وسيلتي الأبقى للفهم و الإدراك

Sunday, May 12, 2013

حالة نادرة


.. جميل هو الصمت في بلاغته 
, في قدرته على اسماعك , و اسماع الغير 
.. صوت نادر صادق قليلا ما تصيب الألسنة في الإفصاح عن ثناياه 
.. و له حالة , الصمت , تفقد بهائها إذا ما نازعك احدهم حدود فراغها
!! و له قوة احذر من ان تصيبك بشرورها
. الصمت قدرة تغدو إذا ما امتكلتها موهبة 

Saturday, May 11, 2013

تفاصيل مربكة



أربكتني الكثير من تفاصيلي
أتنكّر لوجودها و تثبت هي بضراوة صدق تداعياتها
أربكتني حيرة تتوالد مع كل يوم و كل جديد
و لا تصل بي لغير الذي نبتت عند عتباته
أربكني حلم , أجنح إلى كونه أمنية
اعتقادا مني أن الاحلام أكبر من قدراتي و أوسع من سعيي
فأكتفي بسكوني عند أهداب افاق أمنية
لا تبارح خيالي إلا قليلا
أربكني شديد علمي بمكنوناتي
بمسبباتي بكل زوايا و جنبات رؤياي
يصيبني الضجر و الغضب كثيرا مني
إذ عند اكتمال علمك بحالك لا حجة لك لتتدرّع بجهلك
أربكتني أحاديث مضطرة أنا لدسّ صوتي بين طيّاتها
أحاديث لا أجد بشأنها ما أشارك به الغير
أربكتني كلمات أخشى عليها من نور يصيبها فيحرقها
أو نور لا يمسّها فيقتلها الظلام
أربكتني قوة و ثقة أسمع غيري و هو ينعتني بهما
!! ليتركني بعدها مشحونة بكل .. ما عاداهما



Friday, May 10, 2013

هروب مجازي



.. تهويد القدس
جملة لها قدر وفير من تكرارية التردد على مسامعي
تركيبة لغوية تبدو في ظاهرها مكتملة الأركان 
 مبتدأ و خبر  
لكن لا صوت لإيقاعها
تشعر عند سماعها أن هناك من تكملة قادمة
 لتنفي معنى لم يقع في ذهنك
 تستعجب هذه الهوّه المؤلمة المضحكة الفاصلة بين الكلمتين
 كيف استطاعتا اجتيازها
كيف تغلّبتا على تنافر حتمي بينهما
 كيف تقاربتا
 كيف لهما ان يلضما في نفس واحد
في جملة واحدة
!! لتكون : تهويد القدس 

أ هي خطة .. هدف .. عبث .. ؟؟
ام واقع صار احدهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه ؟؟

... تهويد القدس . جملة لا أسمعها و اكاد أراها 

Sunday, May 5, 2013

جماديّات القراءة




تشغلني القراءة دوما
أخشى أن أفيق ذات يوم فاقدة لشغفي بها
فهذا وارد ..  بشيء من اللاوعي و اللاإرادة
 .. تجبرك عوامل لا تهوى معرفة سر هوان بنيتها و قيود تحكماتها التي تتملّكك
على ترك متعلّقاتك و تترك لك ترف التعلّق بها دون نيلها
كذا هواياتك
و القراءة هي تلك التي لا أملك إلا أن أنشغل بجماديّاتها كما هو الحال مع محتواها

أفضّلها باهتت الصفار صفحاتها
قوية الرائحة
حبرها أسود عريض
و وزنها خفيف
أفضّلها بسيطة الملامح اغلفتها
مبعثرة الوجوه و التفاصيل
لا حدّة تميّز خطوط رسوماتها
و لا معنى للبدء بالصفحات دون تأملّها مليّا

اعتدت أن أقيّم كتابي بالرائع إن استوقفتني قراءته
و عدت لحظة إلى الغلاف الخارجي
!! و نطقتها مسموعة : هو كاتب مبدع لاشك في هذا

فكّرت مرارا في أن أسجّل ما تستهويني من عبارات و فقرات
لكن حالني دون ذلك اوقات و مناخات مختلفة تقع فيها قراءاتي
لا تتوافر فيها دوما أجواء مناسبة للكتابة و التدوين
فمن الجائز إذا تحديد الأسطر بقلم
لم تعجبني الفكرة .. ذهبت بها إلى كونها اعتداءا على ما خطّ لقراءته
لا لتشويهه و تحويله إلى مدرسيّات الاستذكار و النقش
جلّ ما اهتديت إليه هو تدوين رقم الصفحات المتميّزة عند نهاية الكتاب
و غالبا لا أعود إلى ما دوّنته

أخيرا , قد أعاود قراءة بعض الكتب
لكن ليس تلك التي أثرتني , أدهشتني
و استمالت كل حواسّي لجمال صياغتها
و بديع سياقها
هذا النوع تجربتي الاولى هي الاخيرة معه غالبا
هذا النوع من الكتب تشعر أنّك قد تخلّلت تجاويف أزمنته و سطوره
!! أنه قد سكنك و انتهى الأمر

Wednesday, May 1, 2013

أشباح حلول




أحيانا تكون الأنانية هي الحل الاوحد و ما دونه فهي أشباح حلول !!
و كثيرا ما ستستعين بقوة أكبر مما تمتلك لتسيطر على ضعفك و تغلّب أنانيتك ..
و دائما ما سيرى الاخرون رأيك هذا لا يزيد الأمر إلا تعقيدا !!

عند هذا الكثير و ذاك الدائم جنّب جمبع الاعتبارات و لا تبقي إلّا حسابات المنطق ,
عندها ستصل إلى قرارك الأناني .. ضعه حيّز التنفيذ دون ان يساورك شك أو ندم !!

فعلتها و أقمت نصيحتي جملا أمامي .. فهل لي أن أعمل بها ؟؟